January 21, 2012

عن شمولية المنظمات والبروباجاندا :

قبل بداية المقال ؛ هناك مثال أذكره كثيرا قد يوضح فكرة الشمولية إلي الكثيرين ... فلنقل ان لديك راع خراف ، له عشرة من الخراف ، لكل منهم تفضيل شخصي في المأكل ، .. فعندما يخرج بهم الراعي ليرعوا في البرية ؛ ينطلق كل منهم في اتجاه العشب الذي  يفضله ، فأحدهم يفضل العشب الخشن ، وأخر يفضل العشب الجديد وهكذا ... 
ماذا سيكون الوضع عندما يريد الراعي جمعهم والعودة بهم ثانية ؟؟ ..
بالطبع سيعاني كثيرا في ملاحقتهم كل علي حدي ... 

يأتي هذا الراعي بالخراف جميعا ، ويعرضهم إلي كل أنواع المديح وإعلاء الشأن إلي نوع واحد من العشب ... حتي يترك كل منهم تفضيله الشخصي ويقتنع بأفضلية العشب الذي قال عنه الراعي ... 

فعندما يخرج بهم ليرعوا ثانية ؛ فإذا بهم يتجهوا كلهم إلي نفس نوع العشب ، فيسهل علي الراعي جمعهم في أقل من دقيقة بعد ان يستريح أثناء رعيهم ... 


والآن تخيل ان هذا الراعي هو ادارة الدولة ، الحكومة والجهازين التنفيذي والأمني ... والخراف هم الشعب بعماله ومجتمعه المدني وأحزابه وحركاته السياسية ... 
فالإدارات بطبعها تلجأ دائما إلي المثال الثاني ... وهو نموذج لكيفية توظيف البروباجندا في تطبيق الادارة الشمولية ... 

فعندما تتقلد الرأسمالية التي تبحث دائما عن الكفاءة الإنتاجية والتربح بغض النظر عن أحوال المجتمع ؛ تتحكم الرأسمالية الفاشية الموالية للفساد الدولي دائما في أجهزة الأعلام ، فتشبع الشعوب من البروباغاندا القومية ، من خلق العدو الشعبي الموحد وخلق الشوفينية الوهمية   
وجعل الوطنية الكاذبة هدف شعبي ...
  
مصر :  
وما من مثال أفضل من مجموعات المواطنين الشرفاء ومجموعات تمجيد المجلس العسكري وشباب إحنا اسفين ... فهم خير مثال علي من تم غسل عقولهم حتي تخلصوا من الفكر الشخصي و كرسوا مجهوداتهم للمدافعة عن عصبة المجرمين واصحاب المصالح في حين ان هؤلاء هم من يستعبدوهم ويعاملهونهم دون المستوي الإنساني ... فلقد تشبع المجتمع الجاهل من بروباجندا وزارتي الداخلية والدفاع ، اللتين يقومان فقط للدفاع عن قوام الفساد والادارة الشمولية ...

أما عن طموح الجماعات الأصولية الدينيه في تحقيق السلطة الشمولية لأنفسهم ؛ فما أسهل هذا الهدف ، فصناعة البروباجندا الدينية اسهل  من القومية ، خصوصا عند استهدافهم لجموع الأميين ومن يعيشون تحت المستويات المتعارف عليها في علم الاجتماع ... فما أسهل تصدير الدين إلي من لا يملك القدرة على قراءة القرآن نفسه ... ؟

ولذلك فأن هدف المجتمع الأنركي الدولي هو الدفاع عن الشعوب وعن العقول ضد يحاول الاستخفاف بها واستغلالها في مصالحه الشخصية ، فهدفنا هو تحقيق المجتمع العادل متساوي الفرص ومتساوي القدرات والقوي ، فأول من يجب التصدي له هو من يملك الكثير ويسلب الكثير ، من يستطيع التقديم الي المجتمع ويختار ان يقدم لنفسه أولا ...

" حرية الجميع هي أساس حريتي الشخصية " - " باكونين " 

No comments:

Post a Comment